عبد القادر الأسود عضو جديد
نوعي :
عدد المساهمات : 15 السٌّمعَة : 0 تاريخ الميلاد : 10/04/1948 تاريخ التسجيل : 25/06/2010 العمر : 76
| موضوع: بنود الشام . (الشاعر عبد القادر الأسود) الثلاثاء أكتوبر 26, 2010 2:47 am | |
| بُنودُ الشـَّام
تُلـَوِّحُ بالوصـــــــــــــالِ ولا تَجودُ وتُنعِمُ بالوُعودِ فأستَزيــــــــــــــدُ
ولو رشَفتْ جُمانُ حَبابَ كأسـي لأَلْفَتْ في شَرابيَ مـا تُريــــــــــدُ
أنا مَنْ عَطَّرَ الأَنســـــــامَ حَرْفي فغارتْ مِنْ تَـضَوُّعـــــــهِ الوُرودُ
أنا مَنْ أَسكرَ الأَطْيارَ شَــــدْوي فرَدَّدتِ الـنَـشــــيدَ كمَا أُريـــدُ
أَنا روحٌ تَـضُمُّ الكَونَ حُبّــــــــــاً وتُطْلِقُهُ فَيزْدَهِـــرُ الوُجـــــــودُ
وإنْ خــــــانَ الرفاقُ أَنا الوَدودُ وذِكري في الأَنامِ هُو الحَمِيــــدُ
أَنا الباقي إذا صــــــــاروا رُفاتاً وفتَّتَ عَظْمَهم واللَّحْـــــــمَ دودُ
غَرَسْتُ الحَرْفَ في رَوضي أَصيلاً فأَثْمَرَ في مَغانيَّ الجديـــــــــدُ
فَخارُ النـاسِ أَنْســــابٌ ومَجْدٌ وفَخْرُ الشِعْرِ سالـفُهُ المَجيـــدُ
فقَصْرٌ لاأُســــــــــاسَ له مَتينٌ تُقَوِّضُهُ العَواصِفُ والرُعــــودُ
و دَوْحٌ لا جُـذورَ لهُ سَيَمْضي بكفِّ الريحِ ما يوماً تَميـــــدُ
ومَنْ يَـفْخَرْ بقومٍ ليسَ منهم لَقيطٌ ما لِنِسْبَتِــــــــهِ شُهـــودُ
فتِلْكَ الـضادُ فاسقِ بها الحَنايا وكم يَحلو بأَحْرُ فِها النَشيـــدُ
وقُـرآني بهــــــا ولَـها انْتِمَائي بِروحي ـ يا دُنا ـ عنْهـا أَذودُ
وللـشَهبـــــــاءِ في جَنْبَيَّ حُبٌ علـى سَعَةِ الوُجودِ وقد يَزيدُ
ففيها للوَغى والحَرْبِ صِيـدُ وفيها للهَوى والحُبِّ غِيـــــدُ
فلِلحَـــرْبِ السيوفُ مُهَـنَّداتٍ وللحُبِّ اللّواحِــــــظُ والنُهودُ
وفيها للعُـــــلا صَرْحٌ مَشيــدُ وأَجْيالٌ تَرودُ وتَسْتَزيـــــــــدُ
لها أَشْــــدو بِها يحلو نشيدي فيَغْبِطُـني بها الطَيْرُ الـغَــرودُ
تُطارِحُني الهوى فأنا السعَيـدُ وتمنحني الرِضا فهي السُعودُ
لِأُمِّ الجامعاتِ وَقَفْتُ شَــدْوي وهِمْتُ بحبِّهــــا فأنا العَمِيـــدُ
هي العِزُّ الأَتَمُّ بها نَســـــــــودُ هي المَجْدُ الأَشَمُّ ولا أَزيـــــــدُ
وجامعَــــــةٌ يَشِعُّ النورُ منها علـى خَطَرِ الخلودِ هي الخلودُ ***** بُنود الـشــام قلبي والوريـــدُ فدى عينيكِ ما قصفتْ رُعودُ
ومـا هَبت نُسَيْمَـــات سـُـحيْراً بِجَنّاتِ الخُلود ، فثَمَّ عيــــــدُ
وما رَقَصَتْ على صَدْرِ الروابي غِلالُ الوَرْدِ أَوْ صَدَحَتْ غَرودُ
وما أُمُّ الشَهيدِ نَعَتْ فتاهــــا مُزَغْردةً فهَلَّلتِ الخُلُـــــــــودُ
وما خفقتْ بنود الشـام عِزّاً وما نَذَرَ الدِمــاءَ لها شَهيــدُ
فَطـــاولْ قاسيونُ النَجْمَ تيهاً فَفوق ذُراكَ قد درج الوَليدُُ ***** برغمِ زمانِنا ، رغـــمِ المآسي برغمِ ذوي المَخازي نحن صِيدُ
أَما احْتَشدَتْ قُوى الدنيا علينا لِتَسْحَقَنا فقُهْقِرَتِ الحُشــود؟
وكم من أُمَّــــةٍ بادتْ بخَطْبٍ أَما انْقرضَت بأمريكا الهُنود؟
أَما انْدَثَرتْ برغم البأس عادٌ أَما هَلَكَتْ ـ لمَوْعِدِها ـ ثَمود؟
وإنّا ــ أُمَّـــةَ القُرآنِ ــ أَقْوى ولو جَمَعَ الشَياطينَ الـيهــودُ
نُسورُ الشامِ نحنُ لنا الأَعالي وتَعْرِفُ مِخْلَبِ النَسْرِ الـقُرودُ
مُــتـون السِنْـــدِيانِ لنا قِلاعٌ وحِجْرُ الياسَمين لنا لُحــودُ
فـيـا نَتِنَ اليهـودِ أَبِحْ ودَمِّرْ وشَرّدْ ما استَطعتَ ومَن تُريدُ
وجَمِّعْ شُــذَّذَ الآفاقِ حتّى إذا ضاقتْ بِجَمْعِكُمُ الحُدودُ
أَتَيناكم ــ على قَدَرٍ ــ سِباعاً تُمَزِّقُ لَحْمَكم فهو الوَعيــــدُ
ومَا نَفْعُ الحَديدِ إذا الْتَحَمْنا أَظافِرُنا المَقامِــــــعُ الحديدُ ***** فقل للراكعين وقـــد تَعَرَّوْا لِذي اللَّذاتِ سَعْيُكُمُ حَمِيـدُ
رَبِحتم ذِلَّةَ الدَاريـْن فاهْـنَوا ببيعِكُمُ فعيشُكُمُ سعيــــــــدُ
وأَيّةُ صِبْغَــــــــةٍ للعيش أهْنا من الراضي القَنوع بما تجودُ
فإنّ الحرَّ أَشقى مَن عليهــــا وأَسْعَدُهم بِنِعْمَتِها العبيـــــدُ ***** إذا القَوِيُّ أَرادَ فكُنْ مُطيعاً فلن يَجْني سوى القهرِ العَنيدُ
وإمّـا شئتَ أنْ تَحْيا سَعيداً فلا تثريبَ يَكفيـــكَ القُعودُ ***** خَسِئْتم يا رؤوسَ الذُلِّ شاهت وُجوهُكُمُ وغَشَّاها الصَــديدُ
خُـــــــذوهُ سَلامَكم هذا فإنّـي أنا وعدُ السمـَــاء أنا الوَعيدُ
أنا العَربيُّ مـهمَا شُــدُّ قيْدي ومهمَا اشتدتِ الدنيا شديدُ
غَدِي كالأمسِ مَأثَرتي فإنّي أنا المجدُ القديمُ أنا الجديـدُ ***** وأَهْـونُ ما رأَتْ عَيناي باكٍ كَرامَتَهُ وقد دِيسَتْ عُهودُ
فــــــلا ما باع مَرْدودٌ إليْهِ وما أُوتِيـهِ مِن ثَمَنٍ زَهيـــدُ ***** صِلي يا شامَنا يومي بأَمْسي ففي يُمْناكِ يا شامُ الخُلـودُ
| |
|