[size=24]أنا والبحر[/size]
]size=12]كنت جالساً يوماً على شاطئ البحر وقد أساء إلي أحد الأصدقاء ، وكنت أكتب قصيدة في ذم الصداقة ، فلفت نظري ما يلقيه الإنسان من أوساخ في البحر ، بالرغم من أن البحر ، يحسن إلى الإنسان كثيرًا ، فعلمت لماذا يقال ، فلان كالبحر ، ومزقت تلك القصيدة ، وشرعت في كتابة هذه بدلاً منها ، وعزمت على أن أكون كالبحر.[/size]
ثَـــــرَّ الشــــــــواطئ والأعمــــــــاقِ نائيهــــــــا
يا واصــــــلَ الأرضِ ، قاصيــــهــا بــــدانيهــا
أنت الطَهـــورُ ، وكـم يُلــقى بســاحـــلِــــهِ
مـــن الخــــــــــلائــــــــقِ أدرانٌ فـيُـخْـفـيـــهـــا
شـــــأني وشــــأنُك أن نُغضــي بـــــلا مـــللٍ
عــــن الأذيَّــــــــةِ مهمـا اشْـتـطَّ مُـــؤْذيــــهــــــــــــا
أيــــن الإســــــاءةُ والإحســـــانُ ما اســــتويــــا
عنـــــد الكِـــــرامِ لأنَّ الحُــــــلم مـــاحيـــهـــا
يا أبيــــضَ القلـــب لا حقــــــدٌ يُــــكـــــدِّرُه
صـــــافي الســــريـــــرةِ لا إثْــــمٌ يُـغَـشِّــيـــهـــا
***
مـــا أجمــــل البحـرَ يــرســــو في مَـــوانـئـــــهِ
مـن كلِّ قُـطــرٍ مـن الأقـطــــــارِ ســـاعـيــهـــــا
يأتـــي ويَـــرْجِــــــعُ والخيــراتُ تَـصحـبُـــــهُ
أنّـــى تَــــوَجَّـــــــــهَ لا عُـجْـبـــــــاً ولا تِـيـــهـــــا
يا خــالـقَ البحــرِ كــم في البحـرِ مُـــدْهشـــةٌ
مــن العَجــــائبِ جَــــــلَّ اللـــهُ باريــهـــــا
يا خــالـقَ البحـرِ كــم في البحـرِ مـن عِبَــرٍ
يبـــلى الـــزمـــــانُ ولا تَبْــــلى مَــعــــانيهــا