السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رمت بنفسها على السرير,, وأجهشت بالبكاء... كعادتها !
ثم مالبثت أن رفعت رأسها وأخذت تردد
... ياالله يا رب يا رحمن إرحمني وفرج همـــي وغمــــي .. اللهم إغمرني بالسعادة والرضا وإكشف مابي من ضر وحزن
صمتت برهة أدركت بها .. أنها على هذا الحال منذ زمن ليس بالقصير ..
يالله متى سأدرك السعادة ؟! .. هل سأقضي عمري بين هم وحزن !!!
فحاورتها نفسها قائلة .. {(وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا) !!
ولكني لم أعرض عن ذكر الله !! أنا أذكره أناء الليل وأطراف النهار !!!
إذن عليك بالدعاء {وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ }
لم أفتر أدعوه .. قائمة وقاعدة وعلى جنب .. وفي السراء والضراء وفي الليل والنهار !!!
هنا إنتهى الحوار والفتاة مازالت حائرة حزينة ...
هذا المشهد يتكرر .. وهذا ما يحصل لكثير من الفتيات
قد يكون إبتلاء من الله لعبادة
قال رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "عِظَمُ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلَاءِ وَإِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْطُ " رواه الترمذي وابن ماجة وصححه الألبانيفمن رضي فله الرضى ‘
ومن سخط فله السخط ‘
وقد يكون بسبب ذنب وهذا هو محور حديثنا
قول الله تعالى (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ )
نعم إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ...
زني أفعالك وأقوالك .. تتبعي تصرفاتك وعاداتك .. فتشي عن الخطأ !!
لاتهملي أدق التفاصيل فقد تحسبينه هينا وهو عند الله عظيم
حاسبي نفسك .. ثم سيري في طريق التغيير .. حتى تصلي للفرج بإذن الله
لا تسوفي ولا تأجلي ...{ إن كنت تريدين التغيير أو تخشين التغيير
لا تتواني .. فما العمر إلا لحظات وينتهي !!
ويبقى عملك خيره وشره
من هنا ننطلق لنرفع شعار(فلنغير ما بأنفسنا) ولتكن حملة..
قال ابن القيم في الجواب الكافي:
من عقوبات الذنوب أنها تزيل النعم وتحل النقم، فما زالت عن العبد نعمة إلا لسبب ذنب ,,
ولا حلت به نقمة إلا بذنب،, كما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع بلاء إلا بتوبة
وقد قال تعالى: (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ)
وقال تعالى:( ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ. )
فأخبر الله تعالى أنه لا يغير نعمته التي أنعم بها على أحد حتى يكون هو الذي يغير ما بنفسه ,،
فيغير طاعة الله بمعصيته وشكره بكفره وأسباب رضاه بأسباب سخطه، فإذا غير غير عليه ...
جزاء وفاقاً وما ربك بظلام للعبيد... فإن غير المعصية بالطاعة غير الله عليه العقوبة بالعافية و الذل بالعز ,,
قال تعالى: (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ. )
وفي بعض الآثار الإلهية ، عن الرب تبارك وتعالى أنه قال : وعزتي وجلالي ، لا يكون عبد من عبيدي على ما أحب ، ثم ينتقل عنه إلى ما أكره ، إلا انتقلت له مما يحب إلى ما يكره ، ولا يكون عبد من عبيدي على ما أكره ، فينتقل عنه إلى ما أحب ، إلا انتقلت له مما يكره إلى ما يحب .
المكتبة الإسلامية - عرض الكتب - إسلام ويبسبحان الله الحكم العدل سبحان من يمهل ولا يهمل
سبحان من لا يضيع أجر عامل .. سبحانه جل شأنه
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظلمين
إذا فلنرفع شعارنا : ( فلنغير ما بأنفسنا